وقفة تدبر مع آية من كتاب الله ..
1-
(( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))
( الشعراء : 80 ) .
كلامنا اليوم عن المرض
والمرض نوعان
مرض القلوب ومرض الأبدان
و كلمة سمعتها لو صحت القلوب صحت الأبدان بفضل الله
الغالبية العظمى من البشر يجزع عند مرض البدن له أو لعزيز
فماذا عن مرض القلوب
***
كما ذكرنا أن المرض نوعان مرض القلوب ، ومرض الأبدان ، وهما مذكوران في القرآن .
ومرض القلوب نوعان : مرض شبهة وشك ، ومرض شهوة وغي ، وكلاهما في القرآن .
قال تعالى في مرض الشبهة : ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ) [ البقرة : 10]
وقال تعالى : ( وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ) [ المدثر :31]
وقال تعالى في حق من دعي إلى تحكيم القرآن والسنة فأبى وأعرض : ( وإذا دعوا إلى الله
ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم
مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون )
[ النور : 48 و 49] فهذا مرض الشبهات والشكوك .
وأما مرض الشهوات ، فقال تعالى : ( يانساء النبي لستن كأحد من النساء ) :
( إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) [ الأحزاب : 32] .
فهذا مرض شهوة الزنى ، والله أعلم
السيرة النبوية
زاد المعاد
الإمام شمس الدين أبي عبد الله ابن القيم الجوزية
******
و نأتي لمرض الأبدان
ولهفة الإنسان على البحث عن الدواء والكثير من الخلق يتعلق بالأسباب ويترك رب الأرباب
تراهم يقولون هذا الطبيب ماهر وهذا مطلع وهذا فذ وعبقري
وتراهم تارة أخرى يقولون هذا الدواء نافع وهذا مجرب وهذا وهذا
وأين الله في قلوبهم أين تعلقهم بمسبب الأسباب ؟؟
يصبح هناك غلو في الطبيب والدواء في كونهم سبباً كونياً لا أكثر
تعلق الناس بالطواغيت ويشركونهم مع الله في قلوبهم
والأصل هو تجريد القلوب من تعظيم غير الله سبحانه وتعالى
فإذا صحت القلوب وتعلقت بالله سبحانه وتعالى رزقها الصحة والعافية في الدنيا والآخرة