من طرف HAYFA الأربعاء يناير 20, 2010 12:13 am
اختلف العلماء في (التطوّع) بقراءة القرآن وإهداء ثوابه للميّت, وإنّ من جوّزه إنّما جوّزه لأنّه اعتبره من باب الدّعاء ...
لأنه والله اعلم قراءة القران يصل بعض ثوابها الى الميت اذا قرأ من ابناءه ، حيث ان القران الكريم يحتوي على الدعاء ومن خلال قراءته يدعي الابن لوالديه الاموات وهنا نذكر الحديث الذي نفهم منه أن عمل ابن ادم ان ينقطع عمله بعد وفاته الا من ثلاث ومنها ولد صالح يدعو له ..
وأنّ من منعه استند على أنّ هذا ليس من السنّة إذ لم يرد فيه حديث, وليس من عمل السّلف الصّالح الأمناء على نقل الدّين قولاً وفعلاً ..
====
قراءة (يس) على الموتى:
وقد روى بعض الأئمّة: أحمد وأبو داود وابن ماجة حديثا في قراءة سورة "يس" على الميّت عن معقل بن يسار لفظه:
« يس قلب القرآن لا يقرأها رجل يريد الله والدّار الآخرة إلاّ غفر له, واقرؤوها على موتاكم ». وهو حديث معلول مضطرب،
قال فيه الدارقطني: «هذاحديث ضعيف الإسناد، مجهول المتن, ولا يصحّ في الباب حديث ».
وحتّى على فرض صحّته فإنّ معناه القراءة عند الّذي حضره الموت, دليل ذلك أنّ ابن ماجة بوّب له فقال: باب ما جاء فيما يقال عند المريض إذا [حُضر].
وقد رجّح هذا المعنى ابن القيّم وجعله مثل الحديث الآخر: « لقنوا موتاكم لا إله إلا الله».
رواه أحمد في مسنده عن بي سعيد، ومسلم وابن ماجة عن أبي هريرة, والنّسائي عن عائشة.
والحكمة من قراءة "يس" عند المحتضر انتفاعه بهذه السّورة لما فيها من التّوحيد والمعاد والبشرى بالجنّة لأهل التّوحيد وغبطة من مات عليه بقوله: ? يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ? [يس:26-27],
ولو فهم الصّحابة أنّ المراد قراءة "يس" عند القبر لعملوا به ولما أخلّوا بفعله, ولم يُؤثرعنهم شيء من ذلك. وانتفاع المحتضر بقراءة "يس" هو المقصود, وأمّا قراءتها عند القبر وبعد الموت فلا ثواب له على ذلك, لأنّ الثّواب يحصل من القرآن إمّا بقراءته أو بسماعه, وكلاهما لا يحصل ممّن مات. هذا ما حقّقه ابن القيّم - رحمه الله-.
=============
وقد حكم الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - أنّ القراءة على الميّت عند دفنه بالبدعة, قال : « بدعة لأنّه ليس من فعله عليه الصلاة والسّلام وفعل أصحابه ».
فعلم أنّه محدث, وسأله ابنه عبد الله: يحمل مصحفا إلى المقبرة فيقرأ فيه عليه, قال: «بدعة».
===================
سؤال : بعض الناس في يقومون بإحضار مجموعة من المشايخ ممن لهم دراية بقراءة القرآن، فيقرءون القرآن بحجة أن هذا القرآن ينفع الميت ويرحمه، والبعض الآخر يستدعي شيخاً أو اثنين لقراءة القرآن على قبر هذا الميت، والبعض الآخر يقيمون محفلاً كبيراً يدعون فيه واحداً من القراء المشاهير عبر مكبرات الصوت ليحيي الذكرى السنوية لوفاة عزيز، فما حكم الدين في ذلك؟ وهل قراءة القرآن تنفع الميت على القبر أو غيره، وما هي الطريقة المثلى لمنفعة الميت؟ أفتونا جزاكم الله عنا خير الجزاء، ولكم منا جزيل الشكر والامتنان.
المفتي: عبدالعزيز بن باز
الإجابة:
الحمد لله، وبعد: هذا العمل بدعة لا يجوز؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" (متفق على صحته)، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" (أخرجه مسلم في صحيحه)، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
ولم يكن من سنته صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه الراشدين رضي الله عنهم القراءة على القبور، أو الاحتفال بالموتى وذكرى وفاتهم.
والخير كله في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين ومن سلك سبيلهم، كما قال الله عز وجل: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"، وصحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في خطبته يوم الجمعة: "أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة" والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة ما ينفع المسلم بعد موته، فقال صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" (خرجه مسلم في صحيحه)، وسأله صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما"، والمراد بالعهد: الوصية التي يوصي بها الميت، فمن بره إنفاذها إذا كانت موافقة للشرع المطهر، ومن بر الوالدين؛ الصدقة عنهما، والدعاء لهما، والحج والعمرة عنهما، والله ولي التوفيق.
=============
س: هل قراءة القرآن الكريم للميت جائزة؟ وهل صحيح أن سورة الملك تشفع له إذا قُرِئت له؟
لم يكن من عادة السلف من الصحابة والتابعين والأئمة قراءة القرآن للميت، وإنما يدعون له ويترحمون عليه ويتصدقون عنه، وقد منع بعض العلماء إهداء الأعمال الصالحة للميت واستدل بقوله تعالى : [ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ]
ورخص آخرون في جعل ثواب القربات للأموات واستدلوا بصحة الصوم عن الميت لقول النبي صلى الله عليه وسلم
[ من مات وعليه صيام صام عنه وليه ] وقوله للخثعمية [ حجي عن أبيك أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت قاضيته فدين الله أحق أن يقضى ]
وقوله للذي قال: لبيك عن شبرمة [ حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة ] فيلحق بذلك إهداء الصلاة والقراءة والأضحية ونحوها لكن إذا كان القارئ يقرأ بأجرة فلا ثواب له لأنه استوفى أجره وكذا الذي يحج لأجل المال لا أجر له يصل إلى الميت.)
إذن الاختلاف عليها كبير والارجح عدم قراءة القرآن للميت والله تعالى أعلى وأعلم.
الشيخ ابن جبرين
.....................