الحمد لله الذي أنزل علي عبده الكتاب و لم يجعل له عوجاًو الصلاة و السلام علي سيدنا رسول الله
الغيبة في الله .....
الغيبة في الله .....
الغيبة كما عرَفها معلم البشرية محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه
هي ذكرك أخاك بما يكره .. وليس بعد تعريف سيدنا صلى الله عليه وسلم كلام
إذاً ما هي الغيبة في الله وهل هناك غيبة في الله ؟؟؟
نعم الغيبة في الله هي أن تكون الغيبة لله أي لا يكون لفاعلها حظ نفس فيها ...
مما اشتهر عن الإمام شعبة بن الحجاج أن كان يقول لأصحابه تعالوا نغتب في الله ..
فاستوقفتني هذه العبارة وحاولت البحث في معناها ..
فالإمام شعبة رحمه الله
إمام من أئمة الهدي و فارس من فرسان الحديث النبوي الشريف ..أفني عمره في البحث و الحفظ و العلم و العمل لخدمة حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم
كان يتكلم عن الرواة وكان يسمي الجرح والتعديل : الغيبة في الله ..
وقال إسماعيل بن عُلَيَّة : إن هذا أمانة وليس بغيبة .
وليس الكلام في جرح الرجال على وجه النصيحة لله ولرسوله ولكتابه وللمؤمنين بغيبة...
بل يثاب بتعاطي ذلك، إذا قصد به ذلك.
وقد قيل ليحيى بن سعيد القطان: "أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم، خصماؤك يوم القيامة؟
" قال ": لأن يكون هؤلاء خصمائي، أحب إلي من أن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خصمي يومئذٍ يقول لي: لم تذب عن حديثي؟
وقد سمع أبو ذراب النخشبي أحمد بن حنبل وهو يتكلم في بعض الرواة فقال له: "أتغتاب العلماء؟" فقال له:
"ويحك هذه نصيحة ليس يقال هذا غيبة".
فلو تهاونوا في أمر الرواة لضاع الدين .. ونقل إلينا شيء لم يفعله أو يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم ...
عن فاطمة بنت قيس أنها أخبرت الرسول صلى الله عليه وسلم أن معاوية وأبا جهم خطباها فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- أما معاوية فصعلوك لا مال له وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وفي قول آخر ضراب للنساء ولكن انكحي أسامة بن زيد فنكحته فجعل الله فيه خيراً واغتبطت به ..
هنا نلاحظ موقف الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن غيبة فهي استشارته والمستشار مؤتمن ...
قال أحد الفضلاء ....
القدح ليس بغيبة في سـتّـة .......... متظلِّمٍ، ومعرِّفٍ، ومـحذِّرِ
ومُجَاهِرٍ فسقاً، ومُسْتَفْتٍ وَمَنْ .......... طلب الإعانة في إزالة منكر
وسأقدم شرح بسيط لكل حالة و مصدر الشرح ...باب بيان ما يباح من الغيبة من كتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله ....
متظلم : للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه من ظالمه،
فيقول: ظلمني فلان بكذا.
معرف : التعريف، فإذا كان الإنسان معروفاً بلقب كالأعمش والأعرج والأصم والأعمى والأحول وغيرهم جاز تعريفهم بذلك، ويحرم إطلاقه على جهة التنقص، ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان أولى.
مـحذِّرِ : هذه الحالة التي ذكرتها في حالة جرح المجروحين من الرواة والشهود وذلك جائز بإجماع المسلمين بل واجب للحاجة. ومنها أيضاً المشاورة في مصاهرة إنسان أو مشاركته أو إيداعه أو معاملته أو غير ذلك أو مجاورته، ويجب على المشاوَر أن لا يخفي حاله بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصيحة.
مُجَاهِرٍ فسقاً : أن يكون مجاهراً بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر، ومصادرة الناس وأخذ المكس وجباية الأموال ظلماً وتولي الأمور الباطلة، فيجوز ذكره بما يجاهر به، ويحرم ذكره بغيره من العيوب إلا أن يكون لجوازه سبب آخر مما ذكرناه ...
مُسْتَفْتٍ : استفتاء فيقول للمفتي: ظلمني أبي أو أخي أو زوجي أو فلان بكذا فهل له ذلك؟ وما طريقي في الخلاص منه وتحصيل حقي ودفع الظلم؟ ونحو ذلك فهذا جائز للحاجة، ولكن الأحوط والأفضل أن يقول: ما تقول في رجل أو شخص أو زوج كان من أمره كذا ؟ فإنه يحصل به الغرض من غير تعيين، ومع ذلك فالتعيين جائز ...
طلب الإعانة في إزالة منكر :استعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب، فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر: فلان يعمل كذا فازجره عنه .. ونحو ذلك، ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر، فإن لم يقصد ذلك كان حراماً.
إذاً الغيبة لله تكون خالصة لوجه الله ويقصد بها حفظ الدين
وساختم برائعة للزبيدي في شرحه لكتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي رحمه الله
العبد إذا ذكر الفاسق بفسقه تشفياً في حظ نفسه كان آثماً ..
فالأولى أن يكون ذلك تحذير للمسلمين من باب النصيحة وأن يحتسب
......
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق وإمام المرسلين