لقاهرة (رويترز) - 17/2/2010
أعلن مسؤول في وزارة الثقافة المصرية يوم الاربعاء أن نتائج تحليل الحمض النووي والمسح بالاشعة المقطعية لمومياء الملك توت عنخ امون الذي توفي قبل نحو 3362 عاما أثبتت أنه توفي متأثرا بمضاعفات مرض الملاريا وأن والده هو أمنتحتب الرابع (اخناتون) الملقب بفرعون التوحيد في مصر القديمة.
وقال زاهي حواس الامين العام للمجلس الاعلى للاثار في مؤتمر صحفي بالمتحف المصري بالقاهرة ان الدراسات التي أجريت على المومياوات باستخدام الحمض النووي "أكدت ولاول مرة" استنتاجات تسهم في رسم شجرة عائلة توت عنخ امون كما كشفت "أدلة جديدة مذهلة لنسب الشاب وسبب وفاته" حوالي عام 1352 قبل الميلاد بعد أن حكم مصر نحو تسع سنوات.
وأضاف أن فريق العمل الخاص برسم شجرة توت عنخ أمون والذي يضم مصريين وأجانب توصل بعد تحليل البصمة الجينية الى استنتاجات رئيسية منها أن والده هو اخناتون الذي حكم مصر بين عامي 1479 و1362 قبل الميلاد ورجحت عملية المسح بالاشعة المقطعية أن المومياء الموجودة باحدى مقابر وادي الملوك في جنوب مصر والتي توفي صاحبها وعمره يترواح بين 45 و50 عاما "هذه المومياء تؤكد أنها للملك اخناتون نفسه."
وتابع أن مومياء "السيدة الشابة" بمقبرة بوادي الملوك ومازال اسمها مجهولا تخص "بشكل قاطع" والدة توت عنخ امون وأثبتت الدراسات أنها "ابنة أمنحتب الثالث والملكة تي وبالتالي فهي أخت شقيقة لاخناتون وبذلك يعد أمنحتب الثالث والملكة تي الجدين الوحيدين لتوت عنخ امون من كلا الطرفين.. الام والاب" في اشارة الى أن الملك كان يتزوج أخته أحيانا في تلك الفترة.
وقال حواس انه وجدت مومياء أخرى لامرأة عجوز "من المؤكد أنها جدة توت عنخ امون الملكة تي" أم اخناتون.
وأرجع وفاة توت عنخ امون الى الطفيل المسبب لمرض الملاريا مرجحا أنه "توفي من المضاعفات الناجمة بشكل حاد عن هذا المرض" بعد أن كانت الدراسات السابقة ترجح أنه مات مقتولا بضربة على مؤخرة رأسه لكن علماء الاشعة "أثبتوا خطأ هذا التصور وفسروا أن هذه الفتحة (في مؤخرة الرأس) كان يوضع فيها سائل التحنيط."
وأضاف أن الملك الشاب كان ضعيف الجسد ويعاني من كسر في الفخذ اليسرى وهذا يفسر وجود نحو 130 عصا في مقبرته اذ "كان يستخدمها في المشي.. كان أعرج" كما كانت قدمه اليمنى مسطحة أما قدمه اليسرى فكانت ملتوية وبها التهابات في الاصبعين الثاني والثالث.
وتوت عنخ امون أحد الملوك الذي حكموا البلاد في نهايات الاسرة الفرعونية الثامنة عشرة (نحو 1567-1320 قبل الميلاد) وعثر على أكثر من خمسة الاف قطعة أثرية في مقبرته التي اكتشفها في نوفمبر تشرين الثاني عام 1922 هاوارد كارتر (1874-1939).
ويرى أثريون أن العثور على هذه المقبرة من أعظم الكشوف الاثرية في التاريخ وكانت حديث العالم حين اكتشفت في منطقة وادي الملوك بالاقصر على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة.