إيــهِ يا أنتِ لو تدرين باالحرائق في قصوري
وضلوعي وحدائقي ، إيــهِ يا أنتِ لو ترين كل جيوشي وهي تقطر هزيمة !
...ذاك الذي
يفتن لبّي يقترب مني ليقّبلني قبلةً تُلقيني في دوّامةٍ من الرقّة والفراشات ، نـيْسان
الفتّان ،هذا الفتى الذي أحبُّه حبّاً أجهل وصفه ،إنه يقترب منــي الآن ، إنه
الصفحةُ التي خلقتُ فيها ، الشهر الذي منه هبط الشعرُ عليّ كزلزال لا أعرف متى يصلني
فيزلزلني ، اقترب يا أصبعي وأوراقي
ودفاتري وفتنتــي
تعالَ دوِّخنــي بفُتات النور وذبذبات النحل يراقص الزهور ، تعال أرجعني تلميذاً أحبو داخل صفِّكـــ
الملتهب بالنسمات ، خذني... حتى لناركـــ واجعلني أشتعل فيكــ
ولا أُطفىء!
تلك الريشة الملقاة عند ساحلنا ((الكورنيش )) ترسم لوحةً تحدث صعقة بكل مكانٍ في جسدي
وقصائدي ، تبعث الحياة في مواتي !
تلك اللوحة عند المـــساء أتلاشى فيها شيئأً فشيئاً....لو يسلِّم أحدٌ بيده أنسكب بين يديه ،
أنسابُ لحظتها كماءٍ جمعتها الكفــــ ،
وآآآه لو يمكن للكف أن تمسك الماء !!
تمسكني أجنحة ُالنوارس وتمتمات النظرات ، وأحاديث العيون !
وأَحشُر روحــي هناك عندما يسرقُ أحدهم نظرةً خائفة ، وأعربش أنا وأشيائي بين أهداب الشمس ، يــــــــــــــــــــــــــــــاه
لو يحسُّ القلم فأتركه يكتب حتى سنة !
...لا أقدر أن أتحمَّل الجمرة داخلَ صدري لتحرقني وتتلفني !!
...حروفي التي أكتبها تحرقني يا أصدقائي تحرقني ، وكل من قرأ وفرح وانتفض وثار وشرد ،احترق ، والذين لا
يحبّون الإحتراق لا يقربونــي ، نعم لا يقربوني !
...أنا أُراقص النار بسطري أُراقص اللهيب نفسه !
أطيرُ مع أسراب الطيور المهاجرات وأنا أحمل أنفاس كلّ عاشق !
...أزرع ألحاني في مزرعة من ممتلكات الملائكة !
...فسامحوني يا أحبائي لو وجدتم تلكَ النرجسية ، فأنا لا أقدر إلا أكونَ وسيماً كما رأتني خالتي
يوم رأيت الدنيا ،فأصبح اسمي ، قدراً....
قدري نيسان والشعر والإحتراق ،فسامحوني لوأشعلت ورودكم ،
سامحونــي لو أطلتُ الرحيل ،لأقطف لكم من دوالي القمر عناقيد
تعّلقونها في بيوتكم هديّة لا أملك غيرها ، وأجلب لكم من كل نجمٍ هديّة تضعونها قرب وسادتكم ،
أما تلكَ التي لم أعرفها بعد ،، أما تلكَ التي ستحيلني لرمادٍ مبعثر؟ فحرائق وفصول وعقودٌ وبساتين
وضحكات أنتظرهــــــا ......
لأعزف لها سمفونيّة
الدلال التي ستتفوّقُ على البشر كلهم ......
هكذا قدري أن ألتقطَ كلماتي بأصابعي من شرارة النار ، قدري أن أسافر فوق خيولي وعصوري غريباً أبحث عن روحي في
احتفالات الزنبق وأغاريد العندليب ،
قدري أن أخط فوق ورقة
من سكر وزعتر !!
قدري أن ألتهبَ
بصفاءٍ لا يتركني وأنسام تعشقني !!
قدري أن يهطل الدفء
عليَّ بقطعٍ من ثلجْ ، قدري أن لا أعرف السكون إلا في كهف ٍ جدرانه أصوات البلابل
!
قــدري أن ألتحف بالبرد لمّا أشتاق لضمّـــة ٍ ، وأناديها
وهي تبتعدُ وتبتعد....
قدري أن أعيش داخل ليمونة ٍ أتعبها الإنتظار !
قدري أن تبعثرني أحاسيسي كغبار الورد بين قصائدي ، وقدري أن أسكن همساتِ اللقاء !
قدري أن أكون معصوراً بأفراح الخواطر ، وقدري أن أكون جـــسراً
لأشواق هدّتها لقطات الجفاء ، قدري يا أحبَّائي
أن أصبح كتلة من الحب أتقمّصُ الإنسان تقمّصاً .......
قدري _ لو رأيتموني ؟
أن أظلَّ تحت شلاّلٍ من أوراق الياسمين والجلنّار وأنا أفتحُ ذراعيَّ، مغمضاً
عينيَّ ، شلاّلٌ من النار والنور يفجّرني ....
لو رأيتمونــي ؟
لطلبتم مني أن تكونوا معي تحت الشلّال !!
فأنا أحبُّ قدري
وأُحب أنهار الغناء وزقزقات الأرواح وذاك الشلّال !
نــقيّ \وسيم
17\2\2010
عدل سابقا من قبل نقيّ في الجمعة فبراير 19, 2010 4:39 am عدل 1 مرات