السلام عليكم ورحمة الله
لا أبتغي من هذا الموضوع الدخول في عالم السياسة بكل ما فيها من تعقيدات وأمور قد تكون كبيرة علينا نحن شباب الجيل الجديد ... وخصوصاً أننا في فترة عصيبة جداً على الإنسان بكل طوائفه وأديانه ... وإنما أريد توضيح بعض الأفكار البسيطة التي خالجتني بها نفسي وأردت مشاركتكم بها وأنا متأكد أني لن أستطيع إيفاء موضوع السياسة حقه خصوصاً مع ضيق الوقت وعدم التمكن التام منه... وأتمنى أن يلقى الموضوع تصويباً للأخطاء التي فيه وإضافات تُغنيه وتثريه ....
لفظ السياسة جاء من الكلمة العربية " ساس " أي قاد وحكم ونبّه ووعظ بحكمة وعدالة ... وبحيث تكون جميع نتائج تطبيقها تصبّ في المرتبة الأولى في المصلحة العامة للناس أو المصلحة الفردية لمطبقها بحيث لا تؤذي أو تتعدى على مصالح الآخرين ... إذ أنّ السياسة هي الوسيلة للوصل إلى أهداف سامية تطوّر المجتمع وتمنح أعضائه الحرية ولا تعني أبداً التخلف والخوف والموت كما أصبح متعارف عليه – على الأقل في مجتمعاتنا العربية - ... حتى أصبحنا نرى الكثيرين من المنبطحين من الناس يقولون في أيّ جلسة – أمانة من غير سياسة - ... وطبعاً هذا الأمر لم ينتج عن السياسة أبداً بل نتج عن القائمين بأعمال السياسة , الذين يصورون أنفسهم على أنهم الأبطال المغاوير وحامي الحمى وهم في الحقيقة شر البريّة وأصل التخلف ...
ونتيجة لتطور المجتمعات وضخامتها أصبح للسياسة أشكال وأنواع مختلفة ... منها السياسة والاقتصادية والإعلامية و الفنية و الدينية ومنها ما يتعلق بالسياسة بشكل مباشر كسياسة الحكم ... وكما أسلفت في القول فإن هذه الأنواع جميعا يجب أن تصل بالمجتمعات إلى الحالة المثالية من التطور والحضارة ... وهذا الأمر لم نصل له يوماً إلا عندما كانت سياستنا الدينية صالحة وإذا عندما يكون من يطبق هذه السياسة صالحاً فإن كل شيء في المجتمع يصبح صالحاً ... وإذا نظرنا إلى التجربة الأوربية في السياسة نجدها ناجحة جداً ولكن هذا النجاح وقتي ولن يلبث إلا أن ينهار لأنه لم يقم على أساس الدين أو الشريعة الإلهية ...
وأودّ أن أختم ببعض المقارنات بين السياسة عندنا نحن العرب وبين السياسة عند الدول الأوربية ... لنعرف الفرق بيننا وبينهم ...
أولاً سياسة الحكم ...
عند العرب : استخدام كافة الوسائل من الإقناع بالحجة والمنطق – الإجباري طبعاً – حتى السجن والتعذيب لإبقاء الكرسي تحت مقعدة أسرة واحدة ... وهذا ما نجده يتجسد الآن في حسني مبارك إذ أنه يبيع مصر لأمريكا ويخنق قطاع غزّة في سبيل توريث الحكم لابنه جمال مبارك – بعد أن يموت طبعاً –
عند الغرب : ببساطة إتباع الطريقة الديمقراطية في تولي الحكم ... حتى أن معظم قوانينهم تسمح للرئيس بان يبقى عدد محدد من الولايات فقط وليس طوال عمره .
ولسنا بحاجة إلى الكثير من التفكير لنعرف الفرق .
السياسة الاقتصادية :
عند العرب : إتباع كافة الطرق الممكنة لوضع معظم طبقات الشعب تحت خط الفقر وذلك ليبقى فكره مشغولاً بلقمة عيشه فقط ويبتعد عن أي أفكار سلبية . و طبعاً هناك بعض الدول تتبع سياسة مخالفة تماماً ... بأن تعطي الشعب كما يريد ليصبح الشعب كسلاناً ومتخماً دائماً ... و الأمرين يعطيان نفس النتائج الإيجابية – حسب اعتقاد الطبقة الحاكمة-
عند الغرب : العمل ليل نهار على رفاهية المواطن وراحته من الناحية المادية ... وطبعا كل فرد يأخذ حصته المادية حسب عمله وجهده
السياسة الإعلامية :
عند العرب : مجرد تحليل بسيط لكل من الأفلام المصرية والمسلسلات السورية نعرف ما هي خطّة الإعلام في العالم العربي ... حيث تبدأ هذه الخطة بتشويه صورة المسلم ( الرجل والمرأة ) وتنتهي " بتنفيسات " للشعب يضحك من خلالها لكي لا ينفجر قهراً .
للغرب : نفس الهدف الأول للسياسة الإعلامية عند الغرب مع بعض التوابل والبهارات كمهاجمة الدين بشكل عام – وهذا يحتاج لموضوع كامل بإذن الله – وإحلال الإباحية مكانه وتصوير الإنسان الأوربي أنه هو الوحيد القادر على التفكير والإبداع وتصوير الجندي الأمريكي خصوصاً بأنه لا يقهر أبداً – حتى لو هاجمتنا كائنات فضائيّة ذكية جداً –
السياسة الدينية :
عند العرب : للأسف الشديد يبدو أن السلطة الدينية في بلادنا بدأت تطبّق أفكار الكنيسة في العصور الأوربية الوسطى حيث كانت الكنيسة تسيطر على الشعب وتمصّ دمه وتدخله وتخرجه من الجنة حسب مزاجها... وهذا ما نشاهده مع فتاوى الأزهر التي ما أنزل الله بها من سلطان ...
عند الغرب : إحلال عبادة الشيطان أو بمعنى آخر عبادة الشهوات مكان عبادة الله ... وأرجو من الجميع مشاهدة سلسلة ("arrivals" أو "القادمون" على اليوتيوب ) وهي سلسلة رائعة جداً لن تندموا أبداً لمشاهدتها .
أستودعكم الله و أرجو ان أكون وفقت في إيصال فكرتي إليكم ...
والسلام عليكم