ما الفرق بين الحديث القدسي والقرآن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي يتبين بعد تعريف كل منهما.
فالقرآن هو : كلام الله نزل به جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم للإعجاز وللتعبد بألفاظه .
والحديث القدسي هو: ما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى بألفاظه، ولكن دون التعبد بهذه الألفاظ، وليس للتحدي والإعجاز.
ولا يُشترط فيه أن يكون الواسطة فيه جبريل ، فقد يكون جبريل هو الواسطة فيه ، أو يكون بالإلهام ، أو بغير ذلك .
القرآن : قطعي الثبوت ، فهو متواتر كله .
وعلى هذا، فالكل من عند الله، ولكن القرآن متعبد بألفاظه لا تصح الصلاة إلا به، وهو المعجزة الكبرى التي تحدى الله بها
الخلق أجمعين، قال تعالى:
(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) [الإسراء:88].
ومن خصائص القرآن الكريم أنه لا يجوز مسه إلا لطاهر.
أما الحديث القدسي فهو نسبة إلى القدس، وهي نسبة تدل على التعظيم والتنزيه والتطهير، وهو ما يضيفه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله تبارك وتعالى على أنه من كلام الله تعالى.
ولهذا قال تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [لنجم:3-4].
والحديث القدسي حكمه حكم الحديث النبوي، فمنه: الصحيح، والحسن، والضعيف...
ويطلق عليها جميعاً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والحاصل أن الفرق بين القرآن والحديث القدسي يتضح في كون القرآن نزل للإعجاز وللتعبد، وليس الحديث القدسي كذلك، ومن الفروق بينهما أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، وليس كذلك الحديث القدسي.
والله أعلم.
منقول عن مركز الفتوى الإسلامية