اصنع من الليمون شراباً حلواً :
للدكتور عائض القرني من كتاب لا تحزن
إذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها .. وإذا ناولك
أحدهم كوب ليمون فأضف إليه حفنة من سكر ، وإذا أهدى لك
ثعبانا فخذ جلده الثمين واترك باقيه ، وإذا لدغتك عقرب فاعلم أنه
مصل واقي ومناعة حصينة ضد سم الحيات.
تكيف في ظرفك القاسي لتخرج لنا منه زهراً وورداً وياسميناً
{ وعسى ان تكرهواشيئا وهو خير لكم }
سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمة شاعرين
مجيدين متفائلاً ومتشائماً فأخرجا رأسيهما من نافذة السجن.
فأما
المتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك.
وأما المتشائم فنظر إلى الطين في الشارع المجاور فبكى.
انظر إلى الوجه الاخر للمأساة، لأن الشر المحض ليس موجوداً
بل هناك خير ومكسب وفتح وأجر .
{ من يجيب المضطراذا دعاه }
من الذي يفزع اليه المكروب ،
ويستغيث به المنكوب وتصمدإليه الكائنات، وتسأله المخلوقات ،
وتلهج بذكره الالسن وتألهه القلوب انه الله لا إله الا هو.
وحق علي وعليك أن ندعوه في الشدة والرخاء والسراء والضراء
ونفزع اليه في الملمات ونتوسل اليه في الكربات وننطرح
على عتبات بابه سائلين باكين ضارعين منيبين حينها يأتي مدده
ويصل عونه ويسرع فرجه ويحل فتحه ....
{ امن يجيب المضطر اذا دعاه }
فينجي الغريق ويرد الغائب ويعافي المبتلي وينصر
المظلوم ويهدي الضال ويشفي المريض ويفرج عن المكروب
{فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين }
ولن اسرد عليك هنا أدعية إزاحة الهم والغم والحزن والكرب،
ولكن احيلك إلى كتب السنة لتتعلم شريف الخطاب معه فتناجيه وتناديه
وتدعوه وترجوه، فإن وجدته وجدت كل شيء ، وإن فقدت الإيمان
به فقدت كل شيء ، إن دعاءك ربك عبادة أخرى
وطاعة عظمى ثانيه فوق حصول المطلوب ،
وإن عبداً يجيد فن الدعاء حري أن لايهتم ولايغتم ولايقلق كل الحبال تتصرم الا حبله
كل الأبواب توصد إلا بابه وهوقريب سميع مجيب ، يجيب المضطر إذا دعاه
يأمرك وأنت الفقير الضعيف المحتاج ، وهو الغني القوي الواحد
الماجد بأن تدعوه
{ ادعوني استجب لكم }
إذا نزلت بك النوازل ،وألمت بك الخطوب فالهج بذكره ، واهتف باسمه ، واطلب مدده
واسأله فتحه ونصره ، مرغ الجبين لتقديس اسمه ، لتحصل على
تاج الحرية ، وارغم الأنف في طين عبوديته لتحوز وسام النجاة ،
مد يديك ، ارفع كفيك ، أطلق لسانك ، أكثر من طلبه ، بالغ في
سؤاله ، ألح عليه ، إلزم بابه ، انتظر لطفه ، ترقب فتحه أحسن ظنك فيه
انقطع إليه ، تبتل إليه تبتيلأ حتى
تسعد وتفلح.