أطفالنا والخوف:
حدث يومي في كل البيوت ... وفي حياة كل منا وقائع .. وذكريات عن أسماء لحيوانات ومخلوقات غريبة كان أهلنا يهددوننا بها لكي نطيعهم ..ونسمع كلامهم فيشترون الهدوء بتخويفنا .
وما زالت هذه الظاهرة منتشرة بين الأهل وعند الأمهات خاصة ... ما أن يبدأ الطفل بفهم الأشياء من حوله حتى تبدأ الأم باستعمال أسماء لعفاريت ومخلوقات تثير الرعب في نفوس الكبار قبل الصغار... وتظن أنها طريقة سليمة في تربية أطفالها وجعلهم يسمعون الكلام ويتقيدون بالأوامر .. وهي لا تعلم أنها بهذا الأسلوب تبني شخصية ضعيفة مهزوزة .. فالأم أقرب انسان لطفلها الذي يقضي معها معظم وقته.
وبذلك يكون لها تأثير كبير على شخصيته عندما يكبر ... وإن بث الخوف في نفس الطفل كوسيلة تأديبية يؤدي إلى تكون مخاوف لدى الطفل ترافقه مع نموه ... وبالتالي يتكون لديه خوف من التحدث أمام الغرباء أو إبداء رأيه أمام أهله أو طرح أسئلة من أي نوع .. وبذلك ينشأ عند الطفل عدم ثقة بالنفس ...
إلى جانب التخويف هناك العقاب البدني أي ضرب الأم أو الأب لأطفاله وتهديدهم باستمراروالسخرية منهم ومن تصرفاتهم البريئة و خصوصاً أمام الآخرين ... ليتفاخرو ليثبت لمن حوله أنه يتبع طرق مثالية في التربية ... وهم بذلك يزرعون في أطفالهم عدم الثقة بنفسهم وبالمحيطين بهم ...
وعلى العكس إن التدليل المبالغ به وعدم محاسبة الأطفال على أخطائهم يعتبر أسلوب خاطئ في التربية..
وبذلك يكون الأسلوب المثالي في تربية الأطفال وتكوين شخصية متزنة مفيدة لمجتمعها هو الموازنة بين عقابهم وتدليلهم وليس بالضرورة العقاب يعني الضرب أو الصراخ .. استنكار من الأم وعبوس بوجه طفلها طوال اليوم وعدم التحدث معه قد يكون له مفعول أكبر من مفعول الضرب ...جميعنا نعرف أن الضرب يجعل الطفل يعيد الكرة بدون خوف.
في الختام : الأم المثالية هي التي تزرع الطمأنينة في نفس طفلها وتعلمه كيفية التمييز بين الخطأ والصواب من خلال تصرفاتها هي أولاً .. وذلك عن طريق خلق بيئة صالحة من حوله .. وشعوره بمحبة أمه وحنانها والاطمئنان بقربها .. فينشأ طفل بجسم سليم ونفسية سليمة.